الصورة الشعرية المغناة خفيفة اللون، رشيقة الحركة، بهية التخاطر، تثير الأحاسيس في أول خطرة لها، ومهندس هذه الصورة لا بد أن يكون على قدرٍ عالٍ من سلامة الذوق ورهافة التصوير، إلى جانب اتساع معجمه اللغوي وثقافته العامة. في تاريخ الشعر الغنائي اليمن برز فنانون أسّسوا مدارسَ فنية بعدهم من وقت مبكر. من هؤلاء موسى بهران، ومحمد بن عبدالله شرف الدين وعبدالرحمن الآنسي وعبدالله عبدالوهاب نعمان "سيد التصوير الغنائي" ومطهر الإرياني، ملك الأغنية الريفية ومحمد إسماعيل الأبارة. هل سينسى الشعر الغنائي خلال ألف عام قادمة على الأقل رائعة موسى بهران، ت: 933 هـ/1527م "بدا كالفجر تُوّج بالثريا"؟! لا أظن. هل ستُطوى صفحة محمد بن عبدالله شرف الدين الفنية كما طويت صفحات كثير من الفنانين الغنائيين؟! ذلك في عداد المستحيل. هل ثمة يمني لم يطرب لكلمات عبدالله عبدالوهاب نعمان "الفضول"؟! مطهر الإرياني.. ألم تدخل رائعته المتميزة "خطر غصن القنا" كل بيت يمني؟! ويكفيه فيها أنه ببراعته السياسية وحسه الذوقي بما يحمل من مضامين اجتماعية أيضا استطاع صرف الأغنية الأصل عن ذهنية الجمهور من صورتها السلبية إلى صورة إيجابية جديدة، حتى بدا الجمهور لا يعرف شيئا عن الدودحية، بقدر ما يعرف عن قصيدة الشاعر والأديب مطهر الإرياني "خطر غصن القنا".

معا شرح

ويواصل: يا زاجلَ الحب لا تبطي يا الله توجه لسلطاني خذني سحابة إلى مسقط للحاكم العادل الباني لقد تجاوز أبو قيس المحلية إلى القطرية، بفرادة إبداعيه مدهشة. بروح الشاعر الأصيل ذي النزعة الإنسانية، تجاوزها موضوعا، بالتحليق ما بين صنعاء إلى مارب إلى عمان، مُعرجا على "الدان" الحضرمي؛ ومنطلقا من التاريخ الواحد والهوية الواحدة التي تربط الشعبين: الدم والدين يربطنا والمجد يا ناس قحطاني وقريبا منها رائعة: "يا باز فوق المشارف افردْ جناح الرياش". مع "زاجل الحب" تحديدا تكاملَ الجرسُ الموسيقي "المعشني" مع المقام الطربي الذي اختاره الفنان، بعزفه التفاعلي وموسيقاه البديعة التي تكادُ تشكل مادة لوحدها. اللحن، العزف، الموسيقى، ثلاثي مكتمل بدرًا تام الاكتمال. في رائعة أخرى: "تحتفل.. تبتسم". لنتأمل: تحتفل تبتسم تنثني تنتشي فارعة بارعة ملهية ملهمة كم صورةً راقصة في هذا المقطع لوحده؟! توقف النقاد قديما أمام الصورة الإبداعية في معلقة امرئ القيس في ذلك البيت الراقص: مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من علٍ ألا تستحق صورة المعشني التوقف أكثر في مشهده التفاعلي البديع؟! وهكذا تتسلسل الرائعة الغنائية صورًا راقصة متتالية على طول القصيدة في أبدع تصوير، عاش الشاعر تفاصيله داخليًا قبل أن ينثر هالاته الضوئية هذه على مسامع المتلقي، زادها أداءُ الفنان رونقًا بهيًا في أدق التحام روحي بين الشاعر والفنان.

  1. مكر مفر مقبل مدبر معاً كجلمود صخر حطه السيل من عال عمر
  2. مكر مفر مقبل مدبر معا لا حول ولا قوة الا بالله
  3. جامع الملك خالد ياض
  4. مكر مفر مقبل مدبر طباق
  5. مكر مفر مقبل مدبر شرح
  6. ما هو افضل برنامج لتصميم قاعدة البيانات؟ولماذا؟
  7. مكر مفر مقبل مدبر من القائل
  8. سعة ملعب الجوهرة
  9. مسئول أو مسؤول
  10. اسعار الابواب الاتوماتيكية
  11. مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل المحسن البديعي
مكر مفر مقبل مدبر كجلمود صخر

كجلمود صخر

لا أدري كيف الحال معها إذا ما تم تعميدها بالموسيقى، كما تعمّدت "زاجل الحب"؟! الشاعر المعشني "أبو قيس" مدرسة شعرية غنائية لا في عُمان فحسب؛ بل في المنطقة كلها، وهذا من اللون من الشعر ينبغي أن يكون مادة علمية في الأكاديميات والمداس الفنية. التحية في الختام للشاعر الكبير "أبي قيس" الذي منحنا قطرة من الضوء في ظلمة العتمة بكلماته المضيئة، التحية لروحه الشفافة التي منحتنا شلالات إبداعها المتميز، والتحية لعُمان شعبا ودولة.

مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من على مكر مفر مقبل مدبر شرح

للشعر الغنائي سِمتُه الخاصّة من حيث بنيته الإيقاعية وموضوعه الفني ولغته التي تختلف عن الأغراض الشعرية الأخرى، باعتباره مسموعا أولا، وطبيعة الكلمة المسموعة غير الكلمة المقروءة، وباعتبار الكلمة المغناة مترافقة مع النغم الذي يجب أن يتجانس جرسهما الموسيقي ويلتحما ببعضهما. وهو ما يجعل هذا اللون الفني بعيدا عن متناول أي شاعر، بمن فيهم بعض الشعراء الكبار الذين أبدعوا وتميزوا في جملة أشعارهم؛ لكنهم في الشعر الغنائي أقل إبداعا في بقية الأغراض. الشاعر الغنائي ذو حساسية عالية جدا بالكلمة جرسا موسيقيا ومدلولا لغويا؛ لأنّ كثيرًا من القصائد على تمام أوزانها إلا أنها تستعصي على اللحن، فليس كل كلمة موزونة قابلة للتلحين، وليس كل فن قابل للتلحين أيضا قابل للاكتمال الفني والنفاذ إلى روح المتلقي. فلطالما سمعنا أعمالا مغناة ذائقتها الفنية تتلاشى بمجرد نطقها، وبالأصح ألا ذائقة. الشعر من الشعور كما قيل، وما لم يلامس ذائقة المتلقي فقدَ قيمته؛ بل فقد مُسمّاه الحقيقي. لهذا فإن الشعر الغنائي إلى الهندسة الروحية أقرب منه إلى نظم الكلمات، أو حشد الصور؛ لأن الصورة الشعرية في القصيدة المغناة ما لم يتم هندستها فنيا تصبح ضربا من العشوائية والخيال السريالي الذي يحيلها إلى صورة ارشيفية في بطون دواوين الشعر مهما كان جمالها الفني.

  1. المستكشف الجغرافي مكة
  2. برنامج تسهيل للتقسيط
  3. حراج النسخة القديمة
  4. تكافل الخيرية بوابة الطلاب
Saturday, 25-Dec-21 00:34:56 UTC