كان يسافر كثيرا وبالتالي فإن مخاطر فراره مرتفعة"، غير أن المتهم ندد بـ"قضية سياسية"، معتبرا أن الملف لا يحتوي على "أي عنصر" يدينه. وأكد مجدي نعمة أنه لو لم يتم اعتقاله لكان "بصدد إعداد رسالة دكتوراه في كلية كينغز كولدج، إحدى أفضل الجامعات في العالم، في مجال الاستخبارات والأمن الدولي". وندد محاموه بملف أدير بمنحى "اتهامي" فقط مع استجوابات "غير واقعية" تخللتها مشكلات ترجمة ورفضوا الاتهامات بممارسة ضغوط على الشهود. وقالوا إن مجدي نعمة طالب "بارع" اهتم بقانون الحرب وأراد ضبط أفعال فصيله، مشيرين إلى أن محققي مكتب مكافحة الجرائم ضد الإنسانية عثروا في حاسوبه على "مذكرات" بهذا الصدد موجهة إلى مقاتلي جيش الإسلام. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن أبحاثه في فرنسا "كان يفترض أن تشكل مساهمة في مؤتمر في الدوحة حول المجموعات المسلحة في العالم". صلاحية عالمية وينتظر محاميا الدفاع أن تبتّ غرفة التحقيق في محكمة الاستئناف في باريس في التماس قدم في تموز/يوليو 2020 لإلغاء الاتهام الموجه إليه. وقال كيمف أمام القاضي المكلف بالبت في اعتقال مجدي نعمة إنه في هذه الأثناء "توهم الضحايا وأقرباء الضحايا بأن فرنسا قادرة على إحقاق العدالة لهم في حين أنها قد لا تملك الصلاحية لذلك".
وأبرز المحاميان في التماسهما أنه لا يمكن ملاحقة موكلهما في فرنسا بتهمة "التواطؤ في حالات اختفاء قسري" لأن الصلاحية العالمية في هذه الحالات "لا تنطبق إلا إذا كانت هذه الجريمة من فعل عملاء حكوميين أو أشخاص يتحركون بإذن الدولة أو دعمها أو موافقتها". ولفتا إلى أن جيش الإسلام ليس مجموعة تابعة للدولة. كما أوضحا أن "النظام القضائي الفرنسي يعتقد أنه مخول بالنظر في ملفات بدون أن يملك الوسائل لذلك". وأضافا "هذا أمر شهم، لكننا لا نملك الوسائل لتفعيل إنابات قضائية دولية في البلدان التي ليس لدينا تعاون قضائي معها مثل سوريا". وردت المحامية كليمانس بيكتارت من الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان بأن "الهجمات على الصلاحية العالمية الرامية إلى نزع الشرعية عن هذه الآلية أمر يتكرر بانتظام"، مذكرة بأن القضاء الفرنسي يبقى الملاذ الوحيد للضحايا الذين لا يمكنهم تقديم شكوى في سوريا. وتابعت أن "الصلاحية العالمية في انتشار وأثبتت أنه من الممكن ملاحقة ومحاكمة مسؤولين عن جرائم دولية على هذا الأساس"، في إشارة إلى المحاكمات على خلفية المجازر في رواندا والتي أدت إلى صدور أحكام مبرمة. وقال مازن درويش "جاء للدراسة في فرنسا، ومن مسؤولية فرنسا ملاحقته"، معتبرا أن محاميي مجدي نعمة "يحاولان أن يجعلا من هذا المجرم تشي غيفارا جديدا، هذا غير صحيح وغير نزيه".